الشيخ.......عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
-رحمه الله-
سائل يسأل عن: تفسير الآية الرابعة من السورة الكريمة: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:4] .
الجواب: الذين لهم عهدٌ أمر اللهُ رسولَه أن يُتِمَّ عهدهم لهم؛ ما لم يغيروا، أو ينقضوا العهد، أو يظاهروا أعداء المسلمين، فإن ظاهروهم وجب قتالهم، وإن نقضوا العهد فكذلك، ولذلك لما ساعدت قريش بني بكر على خزاعة؛ انتقض عهد قريش وبني بكر، وحاربهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ودخل مكة وفتحها عنوة عام ثمان من الهجرة؛ لنقضهم العهد، لأن خزاعة كانت في حِلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بنو بكر في حِلف قريش وعهدهم، فهجدت بنو بكر خزاعة؛ يعني: تعدت عليهم، وأتوهم بغْتَه -أي: فجأة-، وقاتلوهم وهم في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستنجدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وطلبوا منه أن ينصرهم، ووعدهم النصر، وكانت قريش قد ساعدتهم بالمال والسلاح؛ فلهذا غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح الله عليه مكة؛ لنقضهم العهد، وكان قد عاهدهم عشر سنين، فلما نقضوا العهد بمساعدتهم بني بكر انتقض عهدهم، وغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وفتح الله عليه([9]).